الفن- دهشة، تناغم، وسمو الروح في الكويت والبحرين
المؤلف: تركي الدخيل08.15.2025

الفنان القدير محمد عبده يحكي أن الشيخ صباح، أمير دولة الكويت، تفضل قائلاً له: "يا محمد عبده، لم يتبدل فيك شيء، أنت محمد عبده الذي عهدناه ونعرفه".
وعندما اعتلى خشبة مسرح أوبرا الكويت برفقة الفنان المتألق عبدالله الرويشد، تنقلك هذه اللحظات الساحرة إلى جوهر الفن العظيم، وتجسيد بقائه، وعلو شأنه. عندها تتجلى معاني كلمة "فن" الساحرة بكل ما تحمله من سحر يخطف الأنفاس، فبواسطته تصقل النفوس، ومع سيمفونية الصور والألحان يتعايش الإنسان بروح رفيعة وذوق مرهف.
وقبل تلك الليلة الكويتية بيومين، كان الفنان الراقي راشد الماجد يشنف الأسماع بالعرضة السعودية الأصيلة في قصر الصخير بمملكة البحرين، في احتفال بهيج أقيم في الهواء الطلق، مبهراً الحضور بجمالها وعراقتها.
ولكن ما هو الفن تحديداً؟ وهل يمكننا أن نضع تعريفاً قاطعاً للفن؟!
لقد انشغل الفلاسفة والمفكرون، منذ عصور ما قبل الميلاد، في البحث والتنقيب عن جوهر الفن وسره الدفين، فمن أفلاطون وصولاً إلى كانط، مروراً بمن تبعهم، قدم كل منهم رؤيته الخاصة عن الفن... ولكن هذا الميدان الإبداعي يبقى عصياً على التحديد والتعريف الجامد... إنه أشبه بالحب، لكل فرد تعريفه الخاص به، ويتسع ويتعمق معنى الفن في دواخلنا كلما ازدادت وتطورت تجاربنا الحياتية.
إن أساس الفن وجذوره الراسخة تكمن في الدهشة الخالصة، والتناغم المتكامل، والانسجام العميق، وكل تجربة فنية فريدة هي بمثابة تعريف جديد للفن... وكل لحظة دهشة غامضة وبراقة وآسرة تكشف لنا ومضات من أسرار الفن المدهشة.
صحيح أن الفنون ليست علاجاً شافياً لكل داء، كما يصورها البعض، بل هي جزء لا يتجزأ من احتياجات الإنسان الفطرية، لأن الفن بطبيعته يلطف من حدة الطباع ويكبح جماح الشرور الكامنة داخل الإنسان، مما يجعله أكثر نقاءً وسمواً وأكثر تقرباً وتعاطفاً مع الآخرين. ومن هنا، يمكن للفن أن يكون عاملاً مساعداً ومهماً في بناء حياة سوية وطبيعية، لكنه بالتأكيد ليس مصلًا سحريًا وشافيًا لجميع الأمراض.
والأهم من كل ذلك، أن نعتاد ونحرص على تغذية أرواحنا بوجبة فنية منتظمة ودورية، لترتقي بنا وتسمو بأفكارنا وتجعلنا أكثر أناقةً ورقيًا في تعاملنا مع الحياة.
回答内容وعندما اعتلى خشبة مسرح أوبرا الكويت برفقة الفنان المتألق عبدالله الرويشد، تنقلك هذه اللحظات الساحرة إلى جوهر الفن العظيم، وتجسيد بقائه، وعلو شأنه. عندها تتجلى معاني كلمة "فن" الساحرة بكل ما تحمله من سحر يخطف الأنفاس، فبواسطته تصقل النفوس، ومع سيمفونية الصور والألحان يتعايش الإنسان بروح رفيعة وذوق مرهف.
وقبل تلك الليلة الكويتية بيومين، كان الفنان الراقي راشد الماجد يشنف الأسماع بالعرضة السعودية الأصيلة في قصر الصخير بمملكة البحرين، في احتفال بهيج أقيم في الهواء الطلق، مبهراً الحضور بجمالها وعراقتها.
ولكن ما هو الفن تحديداً؟ وهل يمكننا أن نضع تعريفاً قاطعاً للفن؟!
لقد انشغل الفلاسفة والمفكرون، منذ عصور ما قبل الميلاد، في البحث والتنقيب عن جوهر الفن وسره الدفين، فمن أفلاطون وصولاً إلى كانط، مروراً بمن تبعهم، قدم كل منهم رؤيته الخاصة عن الفن... ولكن هذا الميدان الإبداعي يبقى عصياً على التحديد والتعريف الجامد... إنه أشبه بالحب، لكل فرد تعريفه الخاص به، ويتسع ويتعمق معنى الفن في دواخلنا كلما ازدادت وتطورت تجاربنا الحياتية.
إن أساس الفن وجذوره الراسخة تكمن في الدهشة الخالصة، والتناغم المتكامل، والانسجام العميق، وكل تجربة فنية فريدة هي بمثابة تعريف جديد للفن... وكل لحظة دهشة غامضة وبراقة وآسرة تكشف لنا ومضات من أسرار الفن المدهشة.
صحيح أن الفنون ليست علاجاً شافياً لكل داء، كما يصورها البعض، بل هي جزء لا يتجزأ من احتياجات الإنسان الفطرية، لأن الفن بطبيعته يلطف من حدة الطباع ويكبح جماح الشرور الكامنة داخل الإنسان، مما يجعله أكثر نقاءً وسمواً وأكثر تقرباً وتعاطفاً مع الآخرين. ومن هنا، يمكن للفن أن يكون عاملاً مساعداً ومهماً في بناء حياة سوية وطبيعية، لكنه بالتأكيد ليس مصلًا سحريًا وشافيًا لجميع الأمراض.
والأهم من كل ذلك، أن نعتاد ونحرص على تغذية أرواحنا بوجبة فنية منتظمة ودورية، لترتقي بنا وتسمو بأفكارنا وتجعلنا أكثر أناقةً ورقيًا في تعاملنا مع الحياة.